العالم ليس تماما كما يبدو حيث تعتمد معظم الخرائط التي تراها على إسقاط مركاتور Mercator المعتمد منذ ما يقرب 450 عامًا، كما أن تطبيق الخرائط Google استخدم أحد أشكال هذا العرض حتى قبل بضعة أشهر فقط.
ومع ذلك، كما ترون أدناه، من المفاجئ أن يعكس بدقة الحجم الحقيقي للعديد من البلدان.
قام نييل كاي، عالم بيانات المناخ في مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، بتصميم تصوُّر لخريطة تتناوب بين إسقاط مركاتور وإسقاطات حقيقية لمساحة من البلاد مقارنة بالبلدان الأخرى. تظهر صورة GIF بشكل رائع كيف أن إسقاط مركاتور Mercator يشوه الحجم الحقيقي للعديد من البلدان و خاصة تلك التي تبعد عن خط الاستواء.
فقط ألق نظرة على مدى تغير حجم روسيا وكندا وجرينلاند، و تقلص قدر كبير من أوروبا وأجزاء من آسيا والولايات المتحدة. يصور إسقاط “مركاتور” مساحة غرينلاند على أنها أكبر من أفريقيا ولكن في الواقع مساحة أفريقيا أكبر بـ 14 مرة من مساحة جرينلاند.
Animating the Mercator projection to the true size of each country in relation to all the others.
Focusing on a single country helps to see effect best.#dataviz #maps #GIS #projectionmapping #mapping pic.twitter.com/clpCiluS1z
— Neil Kaye (@neilrkaye) October 12, 2018
وأوضح كاي على موقع Reddit “تم تصميم كل بلد بالإسقاط الكروي وتم وضعه في وسط المكان الذي يظهر فيه اسقاط الأرض الطبيعي”، وأضاف “ثم يوجد بعض التغيير اليدوي في الدول القريبة من القطبين، هذا يدل على أنك لا تستطيع أن تناسب الأشكال على الكرة مرة أخرى بمجرد وضعها على مستو”.
تم عرض إسقاط مركاتور لأول مرة من قبل رسام الخرائط الفلمنكي جيراردوس مركاتور في عام 1569 الذي كان مفيدًا للغاية للاستكشاف لأنه سمح للملاح برسم مسار مستقيم وحافظ على الشكل الحقيقي للبلاد، ولكن عندما تترجم شكلًا ثلاثي الأبعاد مثل الكرة الأرضية إلى إسقاط ثنائي الأبعاد شيء ما يجب أن يقدم، في هذه الحالة هو تشوه الحجم والمسافة كلما اقتربت من القطبين.
كما اتُّهم إسقاط “مركاتور” بأنه ذو سياسة مبطنة من خلال تقديم وجهة نظر استعمارية أوروبية عن العالم. ونتيجة لكل هذه التحيزات والعيوب قررت بعض المدارس في بوسطن التخلص من هذه الخريطة لصالح خريطة العالم البديلة لغال بيترز Gall-Peters. ومع ذلك، فهذا الإسقاط ليس “مثاليًا” أيضًا على الرغم من أنه يحافظ على قياس مساحة اليابسة بشكل أكثر دقة لكنه يشوه شكلها.
It's astonishing to me (though not having given it much thought frankly), that we are still designing new global map projections. Robinson (from 1974) is my current standard (also for @IPCC_CH), but this new Equal Earth projection from @BojanSavric is a contender: pic.twitter.com/73kphQYDJZ
— Gavin Schmidt (@ClimateOfGavin) August 10, 2018
أصدر رسامو الخرائط خريطة إسقاط الأرض المتساوية على أمل التغلب على جميع المشاكل الموجودة في العديد من اسقاطات خرائط العالم في أغسطس 2018. لا شك في أن النقاشات في علم الخرائط (التي يوجد منها الكثير) ستستمر في الظهور لكن علماء تويتر أبدوا رضاهم عن النتائج.